ومن جديد .. البارسا أصبح يشكل لكل الفرق الصغيرة بعد الكبيرة كابوساً ثقيلاً جاثماً فوق صدورهم ويعيشوه في صحوتهم والمنام ؛ كيف لا والكل يعي ويدرك بصعوبة إيقاف ذلك الطوفان الكاتلوني ؛ كيف لا وهم يعرفون جيداً من هو المارد الكاتلوني ؛ انه البارسا .. زعيم الأندية الاسبانية وصرحها الكبير .
الريكرتيفو هويلفا .. هو اسم النادي الذي كان أخر ضحية من ضحايا برشلونة الاسباني حين حل البارسا ضيفا على ارض النوفو كولمبينو واستطاع أن يهز شباك الخصم مرتين بأقدام الميسدونا والقادم الجديد اللاعب المالي سيدو كيتا وليبتعد بذلك البارسا عن اقرب منافسيه فيريال وبفارق 3 نقاط ؛ وبذلك قد انتهت المرحلة الحادية عشر لليغا الاسبانية وليبقى البارسا متربعا على عرش صدارتها وبكل جدارة .
هذا الفوز أضاف لبرشلونة خطوة إضافية ومهمة من سلسلة الثبات والاستقرار الفني والمعنوي للفريق ولمدربة المثابر غوارديولا وتلك مسألة ضرورية جداً فالمدرب الشاب بيب يدرك جيداً إن عليه أن يستقر بفريقه وهو يعمل بشكل طيب على ذلك نضراً لتلك النتائج الجيدة التي يحصدها فبدأ موسمه بتقديم مستويات متميزة واستطاع أن يعيد النادي إلى وضعه الطبيعي ضمن كبار الفرق وهذا الأمر بالطبع يسجل بالدرجة الأولى لإدارة النادي المتمثلة بالسيد خوان لابورتا رئيس النادي والطاقم الإداري والتدريبي بلا شك فالإدارة عملت على تصحيح أخطائها الفائتة وعادت هذا الموسم للعمل الجدي والاجتهاد مدعومة برضا الجماهير العريضة في اسبانيا وفي كل مكان
ورغم إن البارسا قد بدأ البداية دون التوفيق لكن سرعان ما عاد التوازن من جديد واستطاع الفريق من تجاوز تلك العثرة فباشر بحصد النقاط وهو يعرف جيداً إن لا مجال لهدر النقاط طالما أراد حصد الألقاب وكؤوسها وطالما كان الطموح اكبر من ان يكون محلياً فقط وتلك طبعاً هي تطلعات كل الكاتلونيين الذين لم يعتادوا على قبول النكسات ولم يرضوا بالهزائم .
وأعود إلى بداية الفريق بموسمه الأخير فقط استطاع المدرب غوارديولا أن يظهر بالفريق قويا منافساً بخطوط مترابطة وأداء فني رائع وعلى ذلك تعافى الفريق من أزمة أمراض المواسم الفائتة ولكن لا يزال هناك بعض الأمور قد تعكر صفو بال الجماهير واقصد هنا بالأخطاء الفردية التي ننتظر أن نتخلص منها كلياً رغم وعينا باستحالة كمال أي فريق لكننا نسعى أن يكون فريقنا أشبه بالفريق المتكامل إضافة إلى ذلك تلهفنا لمعرفة ما الجديد لدى الإدارة في استقطاب اللاعبين الجدد أثناء فترة الانتقالات الشتوية وسنرى طبعاً إضافات ستدعم خطوط الفريق وتسد النقص في المراكز ومن ضمنها مركز حراسة المرمى .
ولان الشمس لا تحجب بغربال
وكما قال الكاتب كامبوس في احد سطور مقالاته الأخيرة عن البارسا وعن بيب هو انه نجح في اصطياد الأسلوب الأمثل لقيادة فريقه للنتائج والمستويات في آن واحد وهي معادلة صعبة لا يحققها سوى مدربين من شاكلة كابيللو وارسين فنغر وجوس هيدنك ؛ وأضاف قائلاً إن ما نشاهده من برشلونة هذه الأيام لا يمكن وصفه سوى بـ(فلسفة كروية) باذخة الجمال وإذا كنا من قراء التاريخ والفلسفة اللذين يقدمان لنا أدلة على إن لكل ملك فيلسوفاً يريد أن يكون قادراً على التعبير عن أفكاره وكل فيلسوف يريد أن يكون الملك وقادراً على تنفيذ أفكاره ؛ وغوارديولا بالفعل لم يذهب بعيداً عن هذه الفلسفة الجذابة ؛ وأضاف عن تيري هنري والملك كزافي والجوهرة ميسي بجميل الكلام ووصفهم بكوكبة غير متاحة لفريق أخر من الفرق العالمية الأخرى وتوقع كامبوس هذا الموسم سيكون فيه التتويج للبطولات ركضاً ووعدنا بالترقب .
تلك شهادة أخرى تضيف لنا إن الفريق بشكله العام وبإدارته ومدربه ولاعبيه تدعوا للتفاؤل وما نراه بأعيننا وندركه بعقولنا يؤكد ذلك ويجعلنا مطمئنين على حال الفريق وفرحين لما يقدمه لنا بيب من عمل طيب ؛ وهنا دعوني اقطع الحديث عن بيب ولننعطف بأمر الليغا والقادم بها وما سيواجهنا خلال الأسابيع القادمة من اختبارات تكاد تكون صعبة وربما بعد تجاوزها سيتكون لنا شخصية البطل الذي سيتوج فارساً وبطلا للمرحلة الأولى من عمر الليغا .
غوارديولا .. والامتحان الصعب
تلك الأدوار التي تمثل المعترك الحقيقي للبارسا على صعيدنا الشخصي كمشجعين وأهمية اجتياز نادينا الكاتلوني تلك المرحلة والخروج منها حيث سيواجه أبناء بيب غوارديولا خمسة فرق شرسة وصعبة الافتراس وتمتلك ما يكفيها من إمكانية للإطاحة بأقوى الفرق على أرضها كانت أم خارجها ؛ وكل مدرب من هؤلاء الفرق قد اعد العدة الكاملة لتلك النزالات وقد احتاط وقرء سلبيات فريقه والخصم وحدد مواطن الضعف والقوة وبالتالي عليه أن يضع احكم الخطط ودراستها جيداً لتفادي السقوط ولحصد اكبر عدد ممكن من النقاط ؛ حيث إن المنافسة ستكون على أشدها ؛ تلك المرحلة ستمثل الامتحان الحقيقي للبارسا ومدربه وخلف الفريق تقف صفوف الجماهير التي وضعت ثقتها بالكامل بهذا المدرب وتراه قادراً على الخروج منها منتصراً .
كشف حساب
الفريق لعب داخل ارضه خارج ارضه عدد النقاط المركز
برشلونة 11 5 6 28 1
خيتافي 11 6 5 13 12
اشبيلية 11 5 6 23 5
فالنسيا 11 6 5 23 3
ريال مدريد 11 5 6 23 4
فياريال 11 5 6 25 2
برشلونــــة .. الزعيــــم
البارسا متصدر اللائحة ويجلس على عرش صدارة الليغا برصيد (28) نقطة مبتعداً عن اقرب منافسيه فياريال بـ(3) فخاص البارسا داخل معقله الكامب نو (5) مباريات حصد منها (13) نقطة من أربعة انتصارات وتعادل واحد ؛ ولعب البارسا خارج دياره (6) مباريات جمع منها (15) نقطة أتت من (5) انتصارات وتعادل واحد أمام نومانسيا
أول الفرق التي سنواجهها في الأسبوع المقبل وعلى ملعب الكامب هو نادي خيتافي والذي سيحل ضيفاً علينا ؛ خيتافي والذي يحتل المركز الثاني عشر في تسلسل الليغا برصيد (13) نقطة فخاض هذا النادي داخل أرضه الفونسو بيريز (6) مباريات خرج بحصيلة (5) نقاط منها من فوز واحد وتعادلين و(3) خسارات . ولعب (5) مباريات خارج دياره حصد منها (
نقاط من فوزين وتعادلين وخسارة واحدة ؛ لا شك إن نادي خيتافي غني عن التعريف فهو يمتلك فريق متكامل يلعب كرة قدم حديثة وطالما كان ضيفاً ثقيلا على ملاعب الخصوم حين يحل ضيفا عليهم ويزداد قوة حين يلعب داخل أراضيه وأمام جمهوره .
ويلاقي البارسا بعد ذلك خارج ملعبه نادي اشبيلية والذي يعيش فترة استقرار واضحة خصوصا بعدما عاد مؤخراً من فوز ثمين خارج أرضه أمام خيتافي ؛ اشبيلية الذي يحتل المركز الخامس في ترتيب الليغا برصيد(23) نقطة حيث لعب على أرضه ملعب بينثاخون (5) مباريات جمع منها (12) نقطة من فوز في (4) انتصارات وخسر في (1) أمام ملقا ؛ وخاض خارج دياره (6) مباريات حصد منها (11) من (3) انتصارات وتعادلين وخسارة واحدة أمام نادي بلد الوليد ؛ اشبيلية نادي غني عن التعريف فهو يقهر أقوى الفرق ويمتلك كوكبة من النجوم اللامعة .
بعد ذلك سيحل نادي فالنسيا ضيفاً على ملعب الكامب نو فيلاقي البارسا ويحتل الخفافيش ثالث الترتيب بعد فياريال برصيد (23) نقطة ؛ فخاض داخل ملعبه المستايا (6) مباريات حصد منها (12) نقطة من أربعة انتصارات وخسارتين أمام الرايسنغ وأخيرا أمام سبورتج خيخون ؛ ولعب خارج دياره (5) مباريات حصد منها (11) نقطة من ثلاث انتصارات وتعادلين ؛ فلم يهزم فالنسيا خارج ملعبه ويمتلك هذا النادي لاعبين من طراز رفيع أمثال المهاجم دافيد فيا .
نادي العاصمة ريال مدريد والذي يعيش أسوء حالاته في الآونة الأخيرة فهو لم يذق طعم الاستقرار لا محلياً ولا على صعيد البطولات الخارجية ويعيش النادي انتكاسة صعبة بعدما ودع بطولة الكأس من دورها الأول أمام نادٍ من الدرجة الثالثة ويسود النادي حالةً من الفوضى ؛ حيث سيحل الملكي ضيفاً على البارسا في مباراة سيكون لها طعم خاص ولن يقبل الكاتلونيين الخروج من تلك المباراة دون الحصول على كامل نقاطها ؛ يقبع الريال في المركز الرابع برصيد (23) نقطة بفارق الأهداف مع كل من اشبيليا وفالنسيا متساوياً معهم بالنقاط ؛ خاض الريال مدريد داخل أرضه النستياغو برنابيو (5) مباريات حصد منها (13) نقطة أتت من (4) انتصارات وتعادل واحد أمام اسبانيول ولعب خارج ملعبه (6) مباريات حصد منها (10) نقاط من ثلاثة انتصارات وحالة تعادل واحده وخسارتين أمام الديبور وأخيرا أمام بلد الوليد ؛ موعد اللقاء سيكون تحديدا في 14/12/2008.
بعد الكلاسيكو سيشد البارسا الرحال متجهاً نحو ملعب المارديغال لخوض اللقاء الصعب أمام فياريال الوصيف والذي لم يعرف طعم الخسارة لحد هذه اللحظة فأحتل المركز الثاني برصيد (25) نقطة بعد البارسا المتصدر ويتأخر عنه ب(3) نقاط حيث خاض داخل ملعبه (5) مباريات حصد منها (13) نقطة من (4) انتصارات وتعادل واحد أمام نادي اتلتيكو مدريد ؛ ولعب فياريال (6) مباريات خارج ملعبه حصد منها (12) نقطة من ثلاثة انتصارات ومثلها تعادل.
أخيرا أتمنى أن أكون قد وفقت في طرح موضوعي وارجوا أن ينال الموضوع رضاكم واستحسانكم إن شاء لله ..
أترككم برعاية الله وحفظه ...