بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الخلق والمرسلين محمد بن عبد الله، أما بعد أخواني وأصدقائي أعضاء موقع برشلونة فاسمحوا لي أن أشارككم هذه المقالة والتي تعتبر وقفة مع ما وصل إليه نادينا من انجازات، وهي نظرة قريبة بعيدة لمجمل ما دار وما حصل وما هو في انتظار الفريق.
انتصارات متوالية حققها أبناء المدرب السيد بيب، وللدقة فالانتصارت تسعة متتالية في الليغا الإسبانية، وثلاثة متصلة في دوري الأبطال، وانتصاران آخران في كأس الملك. إذن فالنتائج مرضية والفريق استطاع ان يتخطى المنافسين واحداً تلواً الآخر، لكنه لم يكتف فقط بالتخطي، فهو أستطاع أن يصنع لنفسه مجداً سريعاً، فسرعان ما ارتطب اسم برشلونة هذا الموسم مع الأرقام الخرافية.
إذن الليغا مضى جزء كبير منها، والفريق استطاع أن يثبت جدارة مهمة فيها، فالفريق حقق تسع انتصارات وتعادلاً وهزيمة واحدة من مجموعة أحد عشر لقاءً. هذا الرقم يبدو جيداً جداً للنادي الكتالوني، وهو إن استمر فإنه يبشر باعتلاء صدارة الليغا، ولكن السؤال هنا أي نحن من الليغا، ماذا قطعنا، وماذا ينتظرنا، وما هي اللقاءات التي تستطيع تقييمنا بشكل أفضل؟
البعض سيقول إن برشلونة لم يختبر، والبعض الآخر سيقول إن السيد بيب لم يتميز، بل من تميز كتيبته، هؤلاء يقولون بثقة إن سر النتائج التي يحققها برشلونة لا يعود الفضل فيها إلى السيد بيب وعمله، فالأسماء التي يمتلكها الأخير كفيلة أن تحقق أضخم النتائج مع أي مدرب؛ وهدف هؤلاء القول باختصار: إن برشلونة يمتلك فريقاً ذهبياً ومدرباً عادياً، وإن أي مدرب يحاور هذه التشكيلة لا شك وأنه سيحقق نتائج ضخمة، وهذا الكلام برأيي نابع عن جهل وحقد؛ أما الجهل فهو لعدم متابعة هؤلاء لصرامة السيد بيب، والمتابع للأخبار سيعلم كم أن الفريق أصبح منضبطاً في حضرته، فالقوانين "العسكرية" عرفت الطريق إلى البيت الكتالوني، والفريق تحول من مجموعة لاعبين إلى جنود تُطبقُّ عليهم أصرم القوانين وأقساها، ولا شك أن هذه القوانين الصرامة آتت أكلها، وأثمرت نتائج على الأرض، ولعل الفارق ستلمسه بين زمن ريكارد وزمن السيد بيب في هذا المجال، ولن أدخل في تفاصيل لأن المجال لا يسمح بهذا الآن!
أما الحاقدون فهم أولئك الذين لا يشعرون بفرحة ولذة الانجازات، وهم أولئك الذي يبحثون عن الأخطاء القليلة ويهملون الانجازات الكبيرة. أولئك "الحاقدون" نوعان، منهم من يلبس ثوب المتعاطف معك، ومنهم من يكشف هويته فوراً وينبئك بعدائه لبرشلونة، وفي الحالتين، فإن آراء هؤلاء تكون مهملة ولا قيمة لها، وإذا أردت مجادلتهم فدع الأرقام تحاكيهم، ولا تخاطبهم بلغة غيرها، فهؤلاء لا يردعهم إلا بريق الانتصارات الكبيرة، ولست هنا في خضم الحديث عن ما حققه السيد بيب معنا أو معهم -أقصد الفريق-، ليس لشيء، بل لأن هذا ليس الموضوع الذي أردت الخوض فيه، وإن كان سيكون لي بإذن الله مستقبلاً وقفات مع ما حققه السيد بيب مع الفريق.
وحقيقة لا أعلم ما الذي يريده أولئك الذين يرفعون سيوفهم على السيد بيب، فهؤلاء يقولون إنه لم يحقق انتصاراً واحداً على الكبار، وإن كل ما مضى انتصارات اعتيادية على "الصغار"، والحديث عن "الصغار" و"الكبار" في الليغا أشبه بالدخول في حقل ألغام، فكم من صغير أذل كبيراً، وكم صغير تفوق على كبير، وكل هذا ليعلم هؤلاء الناقدون الحاقدون إن انتصاراتنا على "الصغار" انتصارات مهمة، بل وأزيدهم بيتاً من الشعر فأقول: إن الليغا لا تعرف الصغار أبداً، ووحده من يتعاظم في عين نفسه يكبر أكثر من الآخرين، والدليل العقلي هنا، أن برشلونة أرعب بلد الوليد "الصغير" بخماسية، في حين إن ذاك الصغير انتزع انتصاراً مهماً من "الكبير" الملكي! فأي منطق به تتحدثون!
معنى الكلام وخلاصته، أن الحديث عن الكبار والصغار أمر غير وارد في الليغا، فالكل كبير، وإن بدا البعض أحياناً صغيراً بما يمتلكها من ثروة، عدا ذلك فالأندية الإسبانية كلها جديرة بالاحترام، وكلها لا تضمن لك عدم حدوث مفاجآت في لقاءاتها؛ فمن كان يتوقع أن فريقاً صغيراً من الدرجة الثالثة سيقصي ريال مدريد من بطولة الكأس؟؟؟ لا شك أن هذا يعزز قناعتي وقناعتكم بأهمية "الصغار"!
فلا تهب أخي الكتالوني، وارفع رأسك، وافتخر بما حققناه من انتصارت، وتذكر أن طريق الليغا يمر بالجميع، فمن أراد الليغا لا بد وأن ينتصر على "الصغار"، ومن أراد الليغا فلا بد وأن يتعلم كيف يفتك "بالكبار". فالقسم الأول من مبارياتنا يشرف على الانتهاء، ولقاءنا الأخير مع خيتافي سيكون خاتمة للقاءات سماها البعض لقاءات المصيدة أو لقاءات الفخ، وهو تعبير عن اللقاءات التي يخوضها الفريق مع غير منافسيه على اللقب، وتعتبر سهلة نوعاً ما، أما اللقاءات التي يلعبها الفريق مع أصحاب المراكز المتقدمة فلا شك وأنها تحتل مساحة أكبر من الأهمية، ولا يخفى على متابع لليغا أن هذه اللقاءات قادمة بقوة قريباً.
فما أن ينتهي لقاءنا مع خيتافي حتى تشتعل اللقاءات الهامة، فبرشلونة بعدها سيكون على موعد هام وأساسي مع الفرق التالية، وسأقدم لكم الآن جدولاً بالمباريات القادمة:
برشلونة خيتافى *-* 2008-11-23 00:00 الكامب نو
هو اللقاء الأخير في المباريات "السهلة"، النتائج المنطقية تقول إن برشلونة هو المرشح لنيل نقاط المباراة الثلاثة الكاملة، نظراً لتوفقه، ونظراً لعامل الأرض الذي يصب في صالحه.
ثانياً:
اشبيلية برشلونة *-* 2008-11-30 00:00 سانشيز بينثاخون
المباراة الأولى في سلسلة اللقاءات الهامة، أشبيلية الخصم الاندلسي العنيد، وداخل ملعبه يواجه برشلونة، ومهمة برشلونة ستكون تحقيق نتيجة معنوية قبل كل شيء، فالخروج بانتصار من هذا الملعب سيكفل لأبناء السيد بيب دفعة معنوية مرتفعة، فهل يستطيع أبناء السيد بيب تحقيق المعادلة الصعبة وانتزاع انتصار؟ لا شك أنهم يستطيعون، لكن المهمة بحاجة للتركيز، والعمل، وتجنب الإصابات، والقراءة الدقيقة من السيد بيب، يذكر أن أشبيلية يحل خامساً في ترتيب الليغا متساوياً الآن مع الريال بنفس عدد النقاط!
ثالثاً:
برشلونة فالنسيا *-* 2008-12-07 00:00 الكامب نو
سيدخل برشلونة هذا اللقاء متأثراً بنتيجة لقائه مع إشبيلية، ولا أحد يعلم كيف سيكون ترتيب الليغا عندها، إلا أن عامل الأرض سيلعب دوراً هاماً في حسم النتيجة لأبناء البلوغرانا، جدير بالذكر إن مقدمة فالنسيا تمتلك المهاجم المتألق فيا والذي يمتلك للحظة ترتيب ثاني هدافي الليغا، بالإضافة إلى امتلاكه قدرة تهديفية ب25 هدفاً حتى الآن، ما يعني أن خط الدفاع سيكون مطالباً بالكثير من العمل لمنع وصول هذا الهداف المتألق وزملائه المهاجمين! ويحتل فالنسيا المرتبة الثالثة بنفس نقاط الريال!
برشلونة ريال مدريد *-* 2008-12-14 00:00 كامب نو
اللقاء الأهم، والموقعة الأكثر إثارة، إنه بلا شك لقاء الكلاسيكو، واختصاراً سأقول، أن اللقاء ثأري قبل كل شيء فبرشلونة الذي سقط في قلعته الكامب نو الموسم الفائت بهدف يتيم لربينهو مطالب بإعادة الاعتبار والهيبة لملعبه الكامب نو، هذا بالإضافة إلى أن برشلونة سقط أخيراً أمام الريال مرة أخرى الموسم الفائت في ملعب الأخير بنتيجة كبيرة 4-1، فبرشلونة والسيد بيب مطالبون بأكثر من الانتصار في هذا اللقاء، فهم مطالبون برد الاعتبار لقلعة الكتلان الكامب نو، جدير بالذكر أن برشلونة سيدخل مبدئياً دون جهود رسام الوسط انيستا، في حين خسر الريال مقدماً جهود الفان جول! الحديث عن هذا اللقاء،لا يمكن اختصاره وسيكون لنا موعد بإذن الله قبل تاريخ اللقاء لقراءة مستفيضة لعوامل وظروف الفريقين!
فياريال برشلونة *-* 2008-12-21 00:00 المادريغال
المارديغال: اسم يعلمه الكتلان جيداً، واسم له وقع خاص في القلوب، فالمارديغال كاد أن يصبح عقدة، ففياريال أثبت تفوقه على هذا الملعب كثيراً، والسيد بيب سيكون مطالباً بالخروج بنتيجة إيجابية تتناسب ووضع الفريق في الليغا حينه! هذا بالإضافة إلى قوة فياريال هذه الموسم، فالفريق يدخل الليغا مرشحاً بقوة كواحد من الأبطال المحتملين، والفريق يمتلك مدرباً شاباً يمتاز بقراءة ذكية للفريق، وفياريال يحتل الآن المركز الثاني في الليغا بعد برشلونة بثلاث نقاط!
البرنامج الأخير يوضح صعوبة المرحلة القادمة، ويوضخ أيضاً أهمية الفوز الآن بلقا خيتافي القادم، فبعد خيتافي سيلاقي برشلونة فرق المقدمة كلها، فالخمسة الكبار سيتواجهون بدءاً من 30-11، وحينها ستشتعل الليغا، وحينها أيضاً سيظهر جلياً قدرات السيد بيب، وحتى ذلك الحين لا يسعنا إلا أن نعبر عن أمانينا بأن يستطيع الفريق الخروج بأفضل النتائج الممكنة، وأن يكون السيد بيب وكتبيته عند حسن ظننا، وآمل أن نُجنبَّ خطر إصابة أحد من أعمدة الفريق، فخسارة ميسو أو ايتو أو شافي أو بيول أو الفيس سيكون له تأثير كبير على أداء الفريق.
أخيراً أعتذر على الإطالة وأتمنى أن أكون قد وفقت في الطرح، وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه!
أخوكم محمد
الخميس نوفمبر 20, 2008 5:48 pm