بسم الله الرحمن الرحيم و الصّلاة و السّلام على أشرف المرسلين و خاتم النبّيين سّيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم إلى يوم الدين أما بعد , أهنئ الجميع بمناسبة عيد الفطر المبارك و أتمنى لكم دوام السعادة و الهناء و الرقي , شهدت المباراة الأخيرة للبارسا تألقا ملحوظا للجوهرة الأرجنتينية التي لعبت دور المنقذ للمرة الثانية على التوالي و بات تثبت للجميع مدى تأثيرها على الفريق و مدى أحقّيتها في أن تكون الجوهرة الأولى عالميا دون منازع , و هذا الإبداع يحسب له و هو يسير بخطى ثابتة ليكون هداف الموسم في الليغا و آدائه في تحسن ملحوظ من مباراة لآخرى فألف شكر له على رسمه للبسمة على محيّى الأنصار في آخر دقيقتين من اللقائين الأخيرين و قد اكتسى حلّة ( xavi ) في الموسم الماضي و قد صار هو المنقذ الجديد.
شهد الموسم الماضي منقذا كان يدعى ( xavi ) الذي تمكن من حفظ ماء وجه الفريق في عدة مناسبات بتسجيله لأهداف حاسمة و كان بمثابة المنقذ الذي انتشل الفريق من عدة مواقف صعبة و صنع انتصاراته في العديد من المباريات القويّة , هذا ما جعله يكسب شعبية خاصة في تلك الفترة و بات يستقطب أنظار الجميع اللذين أثنوا عليه مطوّلا و جاء اليورو ليثبت فيه أحقيته بكل تلك الإشادات و التّشجيعات فكان أحسن لاعب فيه بكل جدارة و استحقاق , و قياسا على هذا الإنجاز فقد حل بديل جديد ل ( xavi ) هذا الموسم و الذي يلقب بالجوهرة الأرجنتينية ( messi ) ليصبح هو منقذ الفريق و صانع أفراحه بتسجيله لأهداف حاسمة و في أوقات أقل ما يقال عنها أنها مصيريّة و قاتلة , فاستحقّ بدوره كل الثناء و العرفان و الإشادة بمستواه الطيّب و بكونه لاعيا يجيد التعامل مع الكرة جيّدا و مع المناصب الموكلة إليه أيضا ,فهذا ما جعله النجم الأول في الفريق دون منازع و آخر إنجاز له في هذا الإطار هو قهره لشاختار في عقره داره و في مناسبتين الأولى عدّل فيها النتيجة بعد تمركزه السّديد و تتبّعه الجيّد للكرة , و الثانية و هي الأحلى هي توقيعه لهدف الإنتصار في آخر دقائق اللقاء و بالتحديد د ( 94 ) من اللقاء بفضل إسكانه للكرة بكل برودة أعصاب و بطريقة جميلة في مرمى الخصم قبيل أن تعلن صافرة الحكم نهاية اللقاء بثواني معدودات ليصنع بذلك إنتصار الفريق و العودة بالنقاط الثلاثة من خارج عقر دياره , كما تعد فرحة هذه الأهداف ذات نكهة خاصة لأنها تخرج بنا من عالم التعادل المخيّب لعالم الفوز و تقلب الموازين في آخر رمق من المباراة و تغيّر حتى من نظرة النّقاد و المحللين فتخف حدة الإنتقادات التي كانت ستتهاطل على الفريق في حالة التعادل كما تبعث الأمل و العزيمة لدى اللاعبين كي يخوضوا مبارياتهم القادمة بكل قوّة و إصرار , بصفة عامة إن تأثير هذه الإنتصارت يمس العديد من الجوانب و الأفضل أن نستغلها من جانبها الإيجابي دائما و نحاول أن نجعلها كدافع لتحسين و تطوير آداء و مستوى الفريق مستقبلا .
كل هذه الإنجازات و الأهداف المتتالية ستكون بمثابة الرد الذي سيخرس أفواه المشككين في مدى ثبات مستوى ( messi ) في بداية هذا الموسم بعد العياء الذي حل به بعد المجهودات التي بذلها مع فريقه الوطني في الأولمبياد , و استغلت هذه النقطة للخوض في صراعات و أقاويل تافهة بخصوص أن ميسي سيتأثر سلبياّ بهذه المشاركة و أن مستواه معرض للهبوط و التناقص في هذه الفترة بالذات , لكنه عكس كل التوقّعات و بقي ثابتا و متمسّكا في أسلوبه الخاص و في كونه اللاّعب رقم 1 في الآلة الهجومية البرشلونيية و منه تبنى , تصنع و توقّع الأهداف .. فهنئيا له بما يقدّمه من إمتاع و إبداع سحر به قلوب الجميع و حتى الخصوم باتت تشيد بقدراته و إمكاناته المميّزة , فبالتالي و من المتوقع أنه سيحسب له ألف حساب من قبل الأندية التي ستواجهها البارسا مستقبلا و ستكون الحراسة عليه أكثر فأكثر و هذه النقطة أيضا ستخدم مصلحة الفريق و على بقية زملائه إستغلال هذه النقطة جيّدا قصد الإستفادة قدر الإمكان من ساحرنا الجديد فبصراحة هو خير خلف لخير سلف ( ronaldinho ) و لهذا سأحاول أن أذكر بعض النقاط المتنوعة بخصوص هذا المنقذ الجديد للبارسا :
طريقة اللعب : هنالك من يعيب ( messi ) بأنه لاعب فردي و أنه يفضّل الإحتفاظ بالكرة مطوّلا و أنه يفتقر لجماعية الآداء , غير أنني أرى العكس فهو لاعب يحسن صنع الهجمات بتمريراته الملّمترية لزملائه فهو يتفاهم مع جل زملائه في خط الهجوم و حتى لاعبي خط الوسط , و في حالة توغّلاته الفردية المصحوبة بلمساته الفنية و مراوغاته السّحرية التي اخترق بفضلها كل الدفاعات في العالم فهو يستغل تمركز زملائه المهاجمين و بفضل خاصية التمويه التي يتقنها كثيرا يتمكن من خلق الخطر في العديد من الفرص و التي غالبا ما تترجم لأهداف , فبالتالي هو لاعب ذكي و يحسن جيدا متى يعتمد على الجماعية في الآداء و متى يستغلّها ليمارس هوايته المعتادة و هي التلاعب بدفاعات الخصوم و تسجيل أهداف رائعة ستسجّل بأحرف من ذهب في سجلاّت كرة القدم و ستتغى به الأجيال لقادمة .
القوة البدنية و المعنوية : بعد كل الإنجازات و كل الأفراح التي صنعها هذا النجم استقطب أنظار الجميع و بات معشوق الجماهير , هذا ما يرفع من معنويات اللاّعب و يجعله يحس بمسؤولية النجومية التي تفرض عليه المواصة في تطوير مستواه أو الثبات عليها على أقل تقدير , فالكل يحترمه و يشيد بإمكناته هذه بدءا من المناصرين و المعجبين و العائلة من الخارج وصولا إلى زملائه في الفريق و مدربه و إدارة الفريق من الداخل فمعنويا ميسي في أفضل الحالات مؤقتا , و من النّاحية البدنية فكما يدرك الجميع أن ( messi ) تطوّر بشكل ملحوظ منذ إنضمامه لصفوف البارسا التي عملت على شفائه من مرضه الخبيث و بفضل المتابعة و العلاج المكثّف استطاع نجمنا أن يطوّر كثيرا نفسه من الناحية البدنية و بات قادرا على اللعب و الإحتكاك مع ذووا البنيات الضخمة , و بخصوص مسألة الطول فلا ينبغي أن تتخذ كحجّة للتقليل من قيمة أي لاعب لأنه غير مسؤول عنها و نحن كمسلمين أدرى بذلك جيّدا , فعلى جوهرتنا أن تستغّل هاتين القوّتين لمصلحتها و لتطوير مستواها للأفضل دائما .
المميّزات الإيجابية لهذا النجم :
1 ) حسن التّمركز في الميدان و تتبعه للكرة سليم .
2 ) الإمكانات الفردية المميّزة : مراوغات - تنويهات -تسديدات ... إلخ .
3 ) تأقلمه بسرعة مع أي منصب هجومي يوكّل إليه .
4 ) عدم النرفزة و الإحتجاج على قرارات الحكم .
5 ) الثقة بالنفس و عدم التسّرع في إتخاذ القرارات .
6 ) يمتلك نظرة ثاقبة لمساحة الملعب .
7 ) يمكن إعتباره كصانع ألعاب كما يمكن أن نعتبره كهدّاف .
8 ) حبّه الكبير للبارسا و هذا ما يجعله يتفاني لتشريف ألوانها .
المميّزات السلبية :
1 ) لا يتقن الكرات الرأسية .
2 ) لا يساند الدفاع كثيرا .
هذه هي حقيقة ميسي فإيجابياته تفوق بكثير سلبياته و هذا ما جعل منه أسطورة ستبقى خالدة في تاريخ كرة القدم و لنا الشرف أن تكون هذه الأسطورة ممّن يحملون قمصان معشوقتنا البارسا و ممّن صنعوا و لا يزالون يتفنّنون في صنع أفراحها لعاية اللّحظة فبالتوفيق ل ( messi ) ; ( barclona ) معا . فهذه مجرد إلتفاتة من قبلي للتعبير من خلالها عن إعجابي و و تقديري للمجهود الكبير الذي يسخّره نجمنا الوفي لخدمة الفريق , و لفرحتي الكبيرة إثر توقيعه لهدفين في آخر دقيقتين في آخر لقائين للبارسا فمهما واصلت عبارات المدح الشكر فلن أفي هذا النجم حقه كاملا لأنه في كل مرّة يثبت علو كعبه و أن من أفضل ما تغنت به البارسا من نجوم .. مع السلامة و دمتم في حفظ الرحمن .