بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين ، أزفّ تحيّاتي لكل الإداريين و الزملاء في الرابطة و لأعضاء موقعنا المميز أما بعد ، فإن اكثر المتفائلين بمستقبل البارسا قبيل انطلاق هذا الموسم لم يكن يتخيل هذا السيناريو الإيجابي الذي حقّقت من خلاله البارسا العديد من الإنتصارات المدويّة ، و سارت بخطى ثابتة حتى اعتلت صدارة ترتيب الليغا بجدارة و استحقاق بفضل آداء مميّز و تكتيك ذكي من مدرب كان وضعه تحت المجهر بالنظر للشكوك التي حامت حول احقيته بالمسؤولية الموكلة إليه ، لكن الحمد لله احبطت هذه الشكوك و تلاشى ذلك الخوف الذي خيّم لمدة في عقول الكثيرين بعد سلسلة من الإنتصارات المتتالية و بعدما بات الآداء يدعو للتفائل في كل مرة و هو في تحسّن مستمر من لقاء لآخر .
راح اتحدث هذه المرة عن الاداء الذي شهد قفزة نوعية ايجابية جعلت البارسا أكثر قوة و باتت الإنتصارات هي المطلب الوحيد للفريق في كل لقاء يخوضه بغض النظر عن اسم المنافس ، نعم لقد تحسن الآداء بشكل ملفت للأنظار و بات التفاهم بين اللاّعبين واضحا من خلال العمليات الجماعية و السهولة التي يجدها كل لاعب أدرج في التشكيلة سواء كاساسي أو كإحتياطي ، كل هذا كان ثمرة للعمل الذي طبق من خلال المدرب الجديد و النجم الأسبق في صفوف الفريق و اتباعه لإستراتيجية لعب أثبت من خلالها فكره الكروي الراقي و أنه يجيد التعامل مع اللاعبين مهما كانت نجوميتهم ( هنا ألمّح لمن انتقدوه بأنه لم يخض تجربة في القسم الأول و أن هذا سيتسبب في اخفاقه ) فقد طبّق أسلوب المداورة بشكل جيد أتى أكله في كل مرة و احسن التعامل مع النجوم اللاّمعة التي كانت مشتّتة المهام في آخر موسمين لريكارد ، و بفضل كل هذا عاد الهدوء لصفوف الفريق و لردود أفعال مناصرين و زادت الثقة لدى الجميع و يمكن الآن الحديث عن العودة لمنصات التتويج فالطموح يزيد و يكبر كلما تحسن و ارتقى آداء الفريق و هذا أمر مفروغ منه في عالم كرة القدم و كل الفرق تسير على هذا النهج .
في البداية ، اختلطت علينا الأمور و اختلفت الآراء بعدما شهدنا تحضيرات مثالية حقق من خلالها فريقنا نتائج عريضة و آداءا لا بأس به تلتها مباشرة انطلاقة متعثرة فقدنا من خلالها خمسة نقاط في مبارتين ، هنا تنوعت ردود الأفعال و نوعية الإنتقادات و توسّعت دائرة المتّهمين بذلك ( الإخفاق ) إن صحّ التعبير ، فلم يسلم لا الرئيس و لا مساعديه و لا يوهان كرويف لنمرّ بعدها لغوارديولا ثم المستقدمين الجدد ، المهم كل ناله حصّته من الإنتقادات اللاّذعة أحيانا ، بعد هذا خشيت أن نتسبب في تحطيم مستقبل الفريق بأنفسنا في ظل هذه الضغوطات و هذه المواقف اللإّحترافية التي بثّت الشكوك و احبطت العزيمة و الإصرار الذي شهدناه فترة التحضيرات التي سبقت انطلاقة هذا الموسم ، بعدها شهدنا انطلاقة فترة جديدة تغيّرت فيها الرؤى كليّا و انقبت فيها الأوضاع رأسا على عقب بعدما اضطرت هذه الفئة من المنتقدين لتخفيف حدّة هجوماتهم ، بل اقتنعوا شيئا فشيئا بأنهم تسرّعوا في قرارتهم بالنظر للآداء الذي أخذ في التطوّر من مباراة لآخرى و للتكتيكات المتبّعة من المدرب و التي اثبتت نجاحها في أغلب المباريات ، و هنا أنا لست بصدد لوم هذه الفئة بل انا فرح لأن جودة آداء معشوقتنا البارسا احتوت الجميع بسبب عودة الروح للفريق من جديد و بتنا نتمتع في كل لقاء و نتحمس للذي يليه بشغف ، فحمدا لله أن الفريق انتقل من مرحلة سلبية إلى مرحلة إيجابية و ليس العكس .
بعدما اقتنع الجميع بأن الفريق في احسن حالاته شهدنا تفاؤلا ملحوظا و تحوّل الإنتقاد إلى مدح و مسّ كل الأطراف التي انتقدت في انطلاقة الموسم ، و بالرغم من كل هذا فلم يكن اي أحد يتوقّع هذا النجاح الباهر الذي ترجم من خلال سلسلة إيجاية كانت محصّلتها 11 انتصارا متتاليا ، و الذي يلفت الإنتباه هو صعوبة التكهن بنتائج فريقنا الذي بات يصول و يجول في كل الملاعب و يحقق انتصارات بالخمسة و الستّة في ظرف زمني قصير يفصل بين المباراة و الأخرى ، هذا ما يثبت بأن التغيير قد حدث بالفعل و أن الفريق الآن يعيش فترة الثورة التي تحدثنا عنها في نهاية الموسم الفارط و نتمنى أن نفوز في جل المعارك في ثورتنا هذه حتى نظفر بالحرب في الأخير و نفتّك غنائمه ... المتنوعة و اقصد بكلامي هذا كل البطولات ، و حتى و لو اخذنا بعين الإعتبار المفاجئة الأخيرة التي حدثت من خلال افتكاك فريق بازل السويسري التعادل من الكامب نو الرّهيب فهي عثرة جيّدة قد تساعد الفريق في وضع اللّمسات الأخيرة و التخلّص من داء الثقة الزائدة و التملّق في الآداء و حمدا لله أنها لم تأثر على مسيرة الفريق و لم تتسبّب في زعزعة استقراره فلا بد في كل مرة من هذه الإخفقات حتى نصحّح الأخطاء المتتالية و التي نتغاضى عنها بحجة أن النقاط الثلاث هي أهم شيء في المباراة و أنا شخصيا أعارض هذه الفكرة نهائيا ( لأن الظفر بالنقاط الثلاث لمباراة مع التغاضي عن تصحيح الهفوات القاتلة المرتكبة فيها قد تتسبّب في ضياع نقاط عدّة في المواجهات اللاّحقة و التي نندم حينها كثيـرا ) .
فحوصلة ما شهدناه من آداء لفريقنا هذا الموسم تبدو مشرفة لغاية اللحظة ، غير أن الأمر لم يحسم بعد بشأن بعض نقاط الضعف التي تكوّنت في نهاية عهد ريكارد و التي لا يزال اثرها لغاية يومنا هذا ، أنا اقصد بكلامي هذا ( مشكلة الدفاع ) الذي لم يصل بعد للمستوى الذي يجعله حصنا و سدا منيعا في وجه المهاجمين و لا يزال الثبات غائبا عنه في ظل أن المدرب لا يزال لم يحسم الأمر بشأن من هو أساسي و من هو البديل الأنسب له ، و نتمنى أن لا تطول هذه الفترة و التي حجبت عن الأنظار لأن مستوى خط الهجوم و عدد الأهداف التي يسجّلها غطّت الضعف الكائن بهذا بالخط الخلفي للفريق ، سنبقى ندور دائما في الدفاع و هذه المرّة سنتحدث عن العضو الأبرز فيه ألى و هو الحارس ( فالديس ) فهو بحدّ ذاته نقطة ضعف تسبب في ضياع العديد من النقاط للفريق و منذ نهاية حقبة ريكارد ، ففي هذه الفترة كان ينبغي على المسؤولين البحث عن الدبيل الأنسب له أو عن منازع صريح يجعله يخاف على منصبه ، مع الأسف لا يمكن تحقيق كل شيء دفعة واحدة و على البارسا أن يفكر بجد في هذه النقطة و في أقرب فرصة لانتقالات اللاعبين ( الميركاتو ) ، أما خطذي الوسط و الهجوم فهما يؤديان مهامهما على أكمل وجه و يستحسن أن يحافظ غوارديولا على نفس الإستراتيجية المتّبعة حاليا ( اللهم ان كان للإصابات راي آخر و أوّل ضحايا هذه الفترة هو : انييستا ) .
في الأخير ، علينا أن ندرك أنّ التناقض في مواقفنا و تصرفاتنا تجاه المدرب الجديد و الفريق ككل و تضارب الآراء في هذا الموسم خلال فترات متقاربة منه غير منطقي ، طبعا حب الفريق و اللّهفة لتحقيق الإنتصارات هي السبب الأبرز وراء كل هذا ، لكننا نبقى مطالبين في كل مرة بالتريّث و التدقيق قبل الخوض في أمور قد نخسر بسببها مستقبلا واعدا حٌجب عن أنظارنا بسبب التسرّع في اتخاذ القرارات ، فحمدا لله أن الأمور تسير على أحسن وجه لغاية اللحظة و الكل راض عن المستوى العام للفريق و للنتائج المحقّقة مؤخرا و ابرز عامل يدعو للتفاؤل هو الآداء الراقي الذي بات يقدّمه نجومنا اللّذين متّعونا من خلاله في مواعيد عدّة و حقّقوا بفضله سيناريوات خيالية ، فبالتوفيق للبارسا في قادم المواعيد و ليدم هذا الاداء كسمة الفريق دائما .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .