بسم الله الرحمن الرحيم و صلّى اللّهم و بارك على خير الخلق أجمعين ( محمد ) خاتم الأنبياء و المرسلين أما بعد , أزف تحيّاتي الخالصة للجميع : المشرفين , المحرّرين , زملائي في رابطة القلم و باقي الأعضاء الكرام , راح أتطرّق في مقالي هذا للاعب معيّن لطالما كان محطّ أنظار الجميع لأنه صنع أمجاده مع الفريق بطريقة مغايرة و غير مألوفة , و هي عن طريق أخطائه و هفواته القاتلة في المباريات و التي باتت من سيماته و لم تعد بالمفاجئات قط , طبعا عرفتم من أعني بكلامي هذا : إنه (( victor valdes )) حامي عرين البارسا الذي باتت قضيّته محط جدل للجميع , فهل هو جدير بأن يكون الحارس الأول في الفريق ؟ و كيف تمكّن من التمسّك بمنصبه الأساسي رغم أخطائه القاتلة ؟ و هل السبب هو أن البارسا لم يعد يعير اهتماما لهذا المنصب الهام جدا ؟ ... كلّ هذه التساؤلات تبقى مطروحة و لكلّ أجوبته و آرائه الخاصة حول هذا الموضوع .
بدأ هذا الحارس مسيرته مع البارسا منذ قدوم الميجور (( ريكارد )) إلى صفوفها و كان شاب في مقتبل العمر , ففسّرت أخطائه و هفواته بأنها عادية بالنسبة لحارس في بداية مشواره و لم تكن تثير الجدل كما هو الحال مؤقتا , زيادة على ذلك تحقيق الفريق للعديد من البطولات في موسمين متتالين تألق و أبدع فيهما نجومنا و باتوا محط أنظار الجميع فيمكن القول بأن هذا الأمر غطّى نهائيا تلك الهفوات المرتكبة من قبل حارسنا في ظل أن الحصيلة النهائية كانت جد إيجابية , ثم حلّ الزمن الذي شهد تحقيقه لجائزة زامورا بفضل تلقّيه لأقل عدد من الأهداف و بمساندة من الدفاع الذي كان في المستوى لتقل الإنتقادات عليه و تتغاضى الصحافة عن اخطائه في ظل الإشادة التي تلقاها حين ذاك و تنبأ الجميع له بمستقبل واعد قد يشهد تحسنا في مستواه و بالتحديد التقليل من تلك الهفوات , لكن تجري الريّاح بما لا تشتهي السفن فقد واصل حارسنا على ذلك المنوال و واصل ممارسة هوايته المعتادة و ارتكابه لأخطاء أقل ما يقال عليها بأنها صبيانية و قد تصدر من حارس ابتدائي و جائت فترة الموسمين الأسودين اللذان مرّا على الفريق لتكشف الستار عن حقيقة مستوى حارسنا الذي لم يتمكّن من تصحيح سلبياته و لم يعطي الثقة اللاّزمة لزملائه في العدد من المناسبات الكبرى و المباريات المصيرية آن ذاك , فعكس المرّة الفائتة تلقّى نصيبه من الإنتقادات و بات مستواه يثير الشكوك و التساؤل لدى الكثيرين و تحدّثت الصحافة هذه المرّة عن هفواته و أخطائه بالتفصيل بل و تفنّنت في السّخرية منها و هذا الأمر واقع مفروغ منه و لا مجال لإخفائه مطلقا , فأثناء تحقيق الفريق للبطولات تتحسّن صمعة جميع اللاّعبين نظرا لأن التقييم يكون جماعيا و يمسّ جميع من في الفريق بينما تنقلب الأوضاع رأسا على عقب في حال من أبتعد الفريق عن البطولات و يكون لكل فرد في الفريق حصّة من الإنتقاد و اللّوم و تلقى الأضواء على النقاط السلبية فقط , هذا ا حدث بالضبط مع حارسنا في المواسم السابقة غير أنّه بقي محافظا على مكانته الأساسية و هذا ما يثيرالإستغراب حقّا !!!
بخصوص هذا المشكل نلقي اللّوم على المدرّبين اللذان توليّا تدريب الفريق في الفترة الأخيرة و اللّذان يعتمدان على خدماته و يشركانه كأساسي في جل المباريات التي يخوضها الفريق , الأوّل هو (( ريكارد )) الذي لم يطالب إدارته بالبحث عن حارس جديد فلا ينبغي لوم الإدارة على ذلك لأن الإتيان بلاعبين لا يتلائمون مع استراتيجية المدرب قد يسبب مشاكل للفريق مستقبلا , فبقي فالديس كحارس أساسي طيلة مسيرة ريكارد مع الفريق مع العلم بأن آخر موسمين كان يتطلّبان منه إعادة النّظر بخصوص منصب الحارس الذي لم يكن مطمئنا على الإطلاق و مع ذلك فلا شيء حدث من هذا القبيل , و كانت تعطى الفرصة لفالديس في كل مرّة قصد تصحيح أخطائه و إثبات علوّ كعبه لكنّه فشل في ذلك مرارا و تكرارا و بعدما نحسّ بأنه بات يتدراك الموقف و بات مستواه يثبت يفاجئنا بخطأ فادح يجعلنا نعيد النظر بخصوص مستواه و جعلنا نشك في أحقيّة توكيل منصب حراسة المرمى له , لتأتي بعدها فترة (( غوارديولا )) و الذي يمتلك نسبة من المسؤولية هو أيضا بالنظر لأنه كان يتابع مباريات الفريق و كان يدرك جيّدا بأن الفريق بحاجة لحارس أكثر قوة و أشد صرامة من فالديس , لكن القصّة لا تزال مستمرّة و الإعتماد على هذا الحارس يبقى متواصلا لغاية هذه الساعة رغم كل هذه الشكوك التي تلوح و كأن المحيط الداخلي للبارسا لم يتفطّن لهذه النقطة و لم تثر انتباهه بعد !!!
أما الآن فراح أتحدّث عن هذا الحارس الذي بات مستواه يحبطنا في كل مرّة و طريقة آدائه لا تنبأ بوجود أي نيّة في أن يتحسّن الوضع و بطبيعة الحال إنعدام المنافسة سهّلت من مأموريته و تسبّبت أيضا في هذه امشكلة , و هذه بعض نقاط ضعف حارسنا المغوار :
1 ) سوء التّمركز : غالبا ما ينسى فالديس نفسه و تجده إما متقدّما عن مرماه أو غير متمركز في المكان المناسب الذي تتطلبه الهجمة , و تفسير هذه النقطة قد تقودنا للحديث على أن استحواذ الفريق للكرة في غالب الوقت و بقائها بين لاعبي البارسا لفترات طويلة تجعل حارسنا بعيدا عن أجواء اللقاء و تتسبّب في سوء تمركزه هذا , غير أن هذه ليست بالحجة المقنعة بالنسبة لحارس فريق بحجم البارسا و هذه النقطة بالذات تعد من سيم الحرّاس الكبار اللّذين يجيدون التمركز جيّدا و متابعة مجريات اللقاء جيدا لتفادي لأي هفوة قد تنجم نتيجة لهذا الخطإ الفادح .
2 ) قلّة التركيز : منصب حراسة المرمى يتطلب تركيزا عاليا جدا و لا ينبغي مطلقا التراخي رغم ما تؤول إليه نتيجة المباراة , فإن كانت مسؤولية المهاجم هي تسجيل الأهداف و المدافع مراقبة المهاجمين و و و ... فمسؤولية الحارس هي الحفاظ على نظافة شباكه قدر المستطاع و هذا ما ينقص حارسنا الذي يفتقد للتركيز اللاّزم في العديد من المناسبات , و كأني به يتهيأ ساعة هجمات الفرق المنافسة فقط و هذا الأمر خطأ فادح فهو مطالب بالتركيز طيلة 90 دقيقة من اللقاء و حتى في وقتها بدل الضائع فغياب التركيز دلالة على قلّة احترافية اللاّعب .
3 ) الثقة الزائدة بالنفس : رغم حجم الكوارث التي يتسبب بها هذا الحارس غير أنه يمتلك ثقة مفرطة في النفس و تجده يغامر و يقوم بحركات غير مفهومة أحيانا تنتج عنها أهداف تافهة في كل مرّة , و خصوصا ساعة ما يتقدّم الفريق بنتائج عريضة على منافسيه فنادرا ما أكمل البارسا لقاءاته دون أن تتلقّى شباكه و لو هدف وحيدا و هذا نتيجة الثقة الزائدة التي يكتسبهاحارسنا التي تقوده لإرتكاب هفواته و أخطائه الجنونية التي نحن في غنى عنها و التي تحبط من عزيمة و اصرار الفريق ككل في بعض المناسبات , كما تأثر أيضا على ردّة فعله أيضا في المواجهات المباشرة مع المهاجمين .
جاء انتقادي اللاّذع هذا لحامي عرين فريقنا في هذه الفترة بالذات قصد التنويه لخطورة هذه النقطة ما دام الفريق يحقّق نتائج ممتازة في الآونة الأخيرة و قبل أن تتدهور الأوضاع و تكون لأخطاء و هفوات حارسنا يدا في ذلك , فالأحسن أن تعالج هذه المشكلة من الآن قصد تفادي أي مفاجئات غير سارة مستقبلا في ظل أن تحسّن مستوى حارسنا بات مستبعدا و على ما يبدو بأن هذا الحلم لن يتحقق مطلقا , فالجميع مطالب بالتفطّن لهذا المشكل بدءا بالمعني بالأمر فيكتور فالديس فينبغي أن يضع حدا لشكوكنا هذه و يعمل على رفع التحدّي و التقليل من سخافة آدائه الذي بات يثير غضب المناصرين , و حتّى المدرب مطالب بأن يعاقب حارسه على أخطائه المتتالية بقدر ما أتيحت له فرصة أثبات ذاته و لما لا فهل فالديس أكبر من تلك النجوم التي رضت بمقاعد البدلاء ؟؟؟ الجواب : لا و ألف لا و الكل يدرك ذلك جيّدا فقد حان الوقت للتفكير بجد في هذا المنصب الذي يعد من الركائز الأساسية التي تبنى عليها التشكيلة المثالية و التي نطمع من خلالها تحقيق مختلف الألقاب , وحتّى الإدارة مطالبة هذه المرّة بالتدخّل و أن تشرع في حملة البحث عن حارس تليق قدراته بحجم البارسا فصراحة لم يعد هنالك أي أمل في تحسّن مستوى حارسنا و أي رغبة في بقائه كأساسي في التشكيلة فقد حظي بفرص لا تعد و لا تحصى و الآن حان الوقت لأعادة النظر بخصوص كفائته و مستواه و على ما يبدو فتغييره هو الحل الأنسب .
في الأخير , أختم مقالي كما بدأته فحامي عرين البارسا ينبغي أن يكون (( أسدا )) كفيلا و قادرا أن يؤمن الحماية الكافية لمرمى الفريق لا أن يكون (( قطا )) مقلّدا للأسود التي تتفنّن في حماية عرينها و على رأسها الأسد الإيطالي : بوفون و يليه الإسباني : كاسياس و غيرهما من الحرّاس المبدعين , فالقط مهما حاول تقليد الأسد فإنه بعيد كل البعد عن قوّته و مهاراته و من المستحيل أن يكون القط أسدا . لطالما رغبت في توجيه هذا الكلام لحارسنا الذي أثبت بأن مسؤولية حراسة مرمى فريق بحجم البارسا تفوق بكثير امكانياته المحدودة , بالرغم من كل هذا الكلام أرجو أن أكون ظالما في تقديري هذا و أن لا يتسبب فالديس في أيّة مشاكل قد تعرقل مسيرة الفريق الذي يطمح للعودة مجدّدا لمنصّات التّتويج قصد إثراء الخزينة بالمزيد من الألقاب من جديد ... مع السلامة و دمتم في رعاية الله و حفظه .